كيف نحارب الأرق؟
تقدر الدراسات العلمية متوسط الفترة التي نقضيها نائمين بقرابة ثلث اعمارنا، لكن بعضنا ينامون فترة اقل، حيث يعاني عشرون في المائة من الكبار الأرق، بمعناه الطبي، اي انهم يجدون منذ شهر او اكثر صعوبة في النوم أو البقاء نياما ثلاث ليال على الأقل في الاسبوع.
يقول البروفيسور الفرنسي داميان ليجي المختص بالنوم ان نصف هؤلاء يلجأون الى تناول العقاقير المنومة.
لقد تراجع استهلاك هذا النوع من الادوية التي تشكل الحل الوحيد في الغالب للذين يعانون الأرق، على الرغم من تأثيراتها الجانبية، كالادمان على استهلاكها عند توقف العلاج أو الشعور باضطراب في الذاكرة... إلخ. يعتبر الاكتئاب والقلق، من الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى الأرق المزمن، وتقول الدكتورة كارمن شرويدر، الاختصاصية النفسانية في المستشفى الجامعي لستراسبورغ «كنا نظن منذ زمن طويل بان الأرق من علامات الاصابة بالاكتئاب، غير ان الاكتئاب يسبق الأرق في الغالب، ويمكن ان يكون عاملا خطرا جداً».
يؤدي علاج الاكتئاب والقلق الى تحسن حالة الفرد واحيانا يمكنه من النوم والتخلص من الأرق نهائيا، وينخفض خطر الاصابة بالاكتئاب بنسبة تتراوح ما بين 30 في المائة و40 في المائة عند المصابين بالأرق الذين يخضعون للعلاج.
ويفضل العلماء حاليا تطبيق علاجات ادراكية وسلوكية، حيث أظهرت التجارب ان حصر فترة النوم طريقة فعالة جدا عند المصابين بالاكتئاب، لانها ترفع من مستوى الحاجة الى النوم عندهم.
وأثبتت التجارب أيضا ان على المصابين بالاكتئاب عدم التوجه إلى النوم إلا عند الشعور بالنعاس، والنهوض مباشرة بعد الاستفاقة من النوم.
وتقول الدكتورة شرويدر «نحن ندرب المرضى على الاسترخاء عند الحاجة الى مواجهة حالة الملل التي يشعرون بها نتيجة الأرق».
لكن نظام النوم مهم جدا وتعرضه لأي اختلالات من شأنه تعريض الفرد إلى خطر الاصابة بالأرق، حيث ينبغي احترام ساعات النوم واختيار فراش جيد في غرفة لا تحتوي على جهاز تلفزيون ولا جهاز كمبيوتر. كما ينصح الأطباء بتخصيص غرف النوم للنوم فقط، والحرص على ان تكون مظلمة وهادئة ودرجة حرارتها معتدلة، بالاضافة إلى تجنب القيلولة، وعلى الخصوص في آخر النهار، وتفادي تناول الكافيين والنيكوتين والوجبات الغنية بالمعجنات والسكريات، والتعرض لفترة معتبرة لأشعة الشمس وممارسة الرياضة بانتظام.
وهناك أسباب عضوية للأرق منها الشعور بالألم أو إصابة في البروستات أو معاناة المريض من الربو او السكري او الغدة الدرقية، بالاضافة إلى السمنة التي تسبب الأرق، اضافة إلى أسباب أخرى منها الضجيج والإنارة والمشاكل الاجتماعية.