المرأة تقتل المرأة
دوما أكتب عن المرأة، ودوما أنا من أنصارها، وهذا ليس نابعاً من حبي وعشقي للمرأة فقط، ولكنه نتيجة لحزني وخوفي عليها، فحين أجد المرأة عاجزة عن نيل حقوقها، وتتخبط يمنة ويسرة كي تجد مخرجا لما تعيش فيه من سواد، وما خلفه الزمن بداخلها من أحقاد، حينها أحزن عليها، وحين أجد المرأة تقتل المرأة عن جهل بما تصنع وغباوة بما يضر وينفع.. حينها أحزن، وحين أجدها جاهلة بحقوقها، تابعة لقائدها الأوحد (الرجل) حينها أغضب.. ومن هي المرأة؟ هي أمي وأختي وزوجتي وقوتها من قوتي، ونصرتها تعني نصرتي.. وها قد نجحت الكويتية بالانتخاب لا بالتعيين والوساطة وبقية الأسباب، ولكن ما زال هناك الكثير كي تمحى العنصرية الذكورية من الجذور.
حين تحصل الدول الكبرى منها والصغرى على استقلالها وتظل المرأة تابعة، فهذا يدل على جهل وغباء ما زال متأصلا بدواخلها، وان كانت قد قطعت شوطاً كبيراً في تحصيل العلم وفي الفهم لكل صغيرة وكبيرة، لكنها ما زالت على طبعها القديم، وكما يقولون ان «الطبع غلب التطبع».
وقد كتبت قبلا عن المرأة الحديدية معصومة المبارك، وعن أسيل العوضي، وعن رولا دشتي وعن ابتهال الخطيب مناصرا لهن ومدافعا، وراجيا لهن جلب المنافع، فانبرى قلمي المدافع دوما عن الحريات وقال انها مجرد أفكار وطروحات، ولو اننا حجرنا على كل فكر ما تقدمنا قيد انملة الى الأمام، وخير شاهد على ما نقول أطفال الأنابيب التي لقيت اعتراضا من شيوخ الدين في مطلعها، والآن تخدم البشرية وما أروعها. اذاً ان يطرح الإنسان ما يدور بخاطره ليس بالشيء المستهجن ويجب ألا يتم وأده قبل ولادته، فإذا كان قد أُحل للرجل مثنى وثلاث ورباع، بشرط العدل، ولن تعدلوا، وتلك هي المعادلة الصعبة، بمعنى انه اذا لم يتوافر العدل سقطت حجة التعددية.. ورغم هذا تجد الرجال يتسارعون من أجل تعدد الزوجات من دون مراعاة لا لقسط ولا عدل.
حتى لا تجني المرأة على المرأة من بني جنسها لا بد ان تعرف حقوقها ولا تتنازل عنها قط، حتى تمهد الطريق لمن يلحقن بها كي يسرن على الدرب نفسها، وان تتوقف المرأة عن شن هجوم على المرأة، فمن الأحرى ان ترشد وتبين لا ان تسب وتهجو.