المرأة «التواير»
كتب منى عبدالجليل :
منمنمة: «الحق الخير الجمال. كلمات ثلاث ترص من دون نقطة أو فاصلة أو أي تدخل من عبقري فاضي..!!»
***
في جلسة لقاء جميل حمل معه رائحة التاريخ القديم القادم من ايام الجامعة، حفل لمّ شمل عصابة فتيات لم يبلغن حلم الهم والغم في زمانهن، فتيات حملن في ذاكرتهن ألما لذيذا وهن يتضاحكن ويتغامزن حول مقالب بريئة كن نخطط لها على دفاترنا وقلوبنا وأرواحنا المنعشة!!
دخلت علينا جوقة نسوية، تحمل في أيديها شنطا راقية لماركات عالمية وأحذية تلمع تذكرني بصانعي اشهر السيوف عبر العالم، ضيوف شرف لمن استضافتنا في بيتها.
لأول وهلة حاولت أن افسر سر هذه التقاطيع التي تعلو وجوههن: «لماذا لا تتحرك؟ اكتشفت فيما بعد حوار جانبي مع صديقتي (النزقة) انهن من «المرأة التواير»!!
كنت في كل مرة أركز على احداهن وهي تحاول تسلق أي «تاير» في وجهها اثناء كلامها..!! حتى «كسرت خاطري» تلك الشقراء تقليد مارلين مونرو تايوان، التي بدت جذور شعرها تحكي قصة تعذيب الشعرة من تمليس وصبغ وفير غاز وحتى المكواة..!! تحكي رغبة زوجها في «النيو لوك». وبعد تركيز جم دام لــ 33 ثانية، اقتنعت ان مارلين تجيد شيئين: «زم شفايفها لتبدو مثل انجلينا جولي، وهز رأسها بالايجاب لانها تفهم جدا..!!».
حاولت وبصعوبة أن أركز اكثر، واذ بعيني تصطدم «بتواير» أعلى ضغطا.. البوتاكس وصل الى ما بعد النحر فقعد على القلب مسببا ازمة صحية للعيون..!!
لم أعد أفهم، لماذا كل هذا الجنون في حين ان الجمال يقبع داخل الأخلاق والقيم وما وراءها من معان؟ من أين أتى كل هذا الهوس؟ أهو نقص حقيقي في العقل أم الهوس الجنسي الذي بدأ يزحف على عقول الرجال ويحتل مكانة كبيرة من قراراتهم في اختيار من تبقى معه ومن «يكشها» وبالتالي رضخت من تريد أن تبقى معه؟
لم أعد أفهم لماذا تغيرت مقاييس الجمال الآتية من الحق والخير حتى صارت هوسا وشبقا ورغبات مغلفة بفانتازيا سطحية، يستفرغ البدن بعدها حينما ينطلق العقل الغبي القابع وراء جمال «قص ولزق».
أين حقيقة الجمال اليوم، وهل القليل من الصناعي يقي شر أمراض ديمومة العلاقات؟ وهل للحق والخير رأي في كل هذا الجمال؟
تبقى إفرست أعلى قمم الجبال.. لتبقى المرأة جميلة القلب هي محور حكيمنا.. وحتى نلتقي بحكيم كويتي يجيبنا.. لنا كلام آخر حول الجمال.