لجنة المرأة والقرارات المشوربة
كتب عبداللطيف الدعيج :
ما اعلنته لجنة شؤون المرأة في مجلس الامة من انجازات لمصلحة المرأة هو في حقيقيته انجازات «مشوربة» واستمرار للعقلية الذكورية ذاتها التي جعلت من المرأة تابعا وملحقا بالرجل، مهمشة بذلك من دورها وملغية شخصيتها المستقلة!
نعلم ان اللجنة مدفوعة بحسن النية وربما بالطوق النيابي الرجالي واتخذت ما اتخذته من قرارات هي في حقيقتها استحواذية عامة وفي مصلحة الناخب بشكل عام وليس في مصلحة المرأة بالذات.
بل في واقع الامر، ووفقا للعقليات السائدة، فاننا نرى ان قرارات اللجنة هي في حقيقتها قرارات ذكورية تم تبنيها لمصلحة مزيد من هيمنة الرجل ومزيد من التهميش للمرأة!
كنا نتمنى ان تكون القرارات التي تتخذها لجنة شؤون المرأة بعد وجود النائبات في المجلس، قرارات لمصلحة المرأة بوصفها «انثى» تم هضم حقوقها طوال السنوات السابقة وليس بوصفها زوجا او تابعا للرجل.
ان المطلوب دعم حقوق المرأة المسلوبة، في السكن وفي الاقامة وفي تجنيس ابنائها حالها تماما حال المواطن الذكر. والمطلوب مساواة المرأة في الاجور وفي فرص العمل، والمطلوب قبل هذا الغاء القرارات والقوانين التعسفية والتمييزية التي فضّلت الرجل على المرأة او في اغلب الاحيان جعلته وصياً عليها.
لجنتنا النسائية انساقت خلف مطالب الاستحواذ وفسفسة المال العام على لا شيء. قرار إلحاق الزوجة بالزوج المبتعث (الله والمبتعث) هو قرار لمصلحة الرجل وليس له علاقة بتحسين وضع المرأة، بل هو في واقع الامر يشكل مزيدا من التهميش للمرأة، حيث يوفر فرص الترقية والتطور والارتقاء امام الرجل الذي يقرر ان يحقق ذلك. طبعا نحن نشك كثيرا وكثيرا في ذلك، لان اغلب مبتعثينا يعودون بشهادات مزورة – ليزعل من يزعل- ومن يتخرج بالفعل يتقاعد عند الوصول. يعني الابتعاث هو «شمّة هوا» للزوج بالامس، واليوم لعموم العائلة على حساب المال العام!
كذلك الحال مع توفير فرص الرضاعة الذي اقرته اللجنة. ففي الدول المتقدمة هو لتشجيع النسل لان العائلات تمتنع عن الانجاب او تكتفي في الغالب بطفل واحد. هنا امام هذا «التدفق» في الانجاب هل تريد اللجنة مزيدا من الهائمين اطفالا في الشوارع ام مزيدا من العاطلين من الشباب عن العمل. ولعلم لجنة المرأة فان اجازة «الوضع» في الدول المتقدمة هي للاثنين، الزوج والزوجة، باعتبار الزوج يشارك في التربية. عندنا الاخ يلعب «هند» في الديوانية اثناء الوضع، هذا ان لم يكن في بانكوك، يعني قرار اللجنة اكد حقيقة المرأة ووضعها هنا كونها «ماكينة تفريخ» وحسب.
نشكر اللجنة على انجازاتها، ولكن لتكن نسائية صرفة وموجهة لتطويرالمرأة والارتقاء بها وليس بخلق فرص «وناسة» وراحة اكثر للرجل.