أين أسرتي؟
كتب موضي المفتاح :
موضي المفتاح
جاء يوم الأسرة ومرّ.. كم تمنيت يومها ان تكون أسرتي أمامي لنحتفل معا بكل أمل وهناء وأفراح سعيدة.
كم أتمنى أن تكون لي أسرة ويكون لي عائلة، لا تسألوني عن أهلي فأنا لا أعرف عنهم غير أسمائهم في شهادة ميلادي.
أعرف دفئهم أو حنانهم أو سوالفهم والجمعة معهم.
ليس والداي منفصلين.. ولكنهما غير منسجمين.
حتى أخي الذي يسكن بالغرفة التي بجانبي لا أعرفه، فكل منا يعيش في عالمه الخاص.
لقد ربتني المربيات اللواتي كان يجري تغييرهن بين فترة وأخرى عندما تنتهي مدة خدمتهن عندنا، لكن وجودهن ظل في قلبي على الرغم من رحيلهن.
إنني أتذكر أحاديثهن ولعبهن معي، ونومي على صدورهن بحثا عن دفء وحنان أفتقدهما، لكنني لا أتذكر لمسة على شعري من كف أمي أو ضمة وضحكة من أبي. عندما أسمع صديقاتي يتحدثن عن أسرهن، أبكي وأتساءل: لماذا لا توجد لدي أسرة؟
الجميع يحسدونني على الثراء الذي أعيشه لكنهم لا يعرفون مدى الفراغ العاطفي الذي يضمني.
آه كم أتمنى أن أكون مثل غيري، أفكر في ماذا أهدي أسرتي في يوم الأسرة، وكيف سأحتفل معهم وأشتري الحلوى أو نتعشى في مطعم، أو نسافر، المهم ان نجتمع.
انني أبحث عن أسرة، وليس عن اسم يوضع في شهادة ميلادي.
انني أبحث عن أم تسأل عني وأضع رأسي على صدرها ليدفئني.
أبحث عن أب يحميني ويخاف عليّ ويضحك وهو يسمعني ويشاركني أفراحي وأحزاني.
ولا أبحث عن بنك يصرف عليّ من فوائد رأس المال.
آه كم اشتاق للأسرة الصغيرة، حتى أكون ابنة الأسرة الكبيرة التي ستحتضني في ترابها حين أغادر هذا العالم.
يقول عبدالله الفرج:
الحمد لله المفلك
للصبّ من ضيق الكروب
سبحانه المعطي المملك
الرب علام الغيوب
واذكر نبي في كل مسلك
ما هبت أرياح الجنوب
قال الفتى يا خل أقل لك
ماذا التجافي والخطوب
مليتني قبل أن أملك
وأدعيت دمعي
الشجي سكوب
ومضة:
يبقى الوطن أسرتي الكبيرة.. وتبقى أسرتي الصغيرة حضني الدافئ في حياتي.