وايش فيه صباب الشاي..؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :
لست على إلمام تام بالقضايا او حتى الثقافة الاقتصادية. ولم أطلع على قانون الخصخصة او أهتم به. ربما للسبب اعلاه. لهذا انا سأبني موقفي منه بناء على مواقف الثقات من النواب والاختصاصيين. او بشكل ادق، على المتحرين مصلحيا، سواء ماديا من التجار، او سياسيا من المرشحين والنواب واصحاب الاتجاهات السياسية.
لكن مع هذا، انا لدي شعور بان الخصخصة لن تنجح في الكويت، على الاقل ليس ضمن الجيل الحالي ولا في ظل الاوضاع الاجتماعية والسياسية الحالية. في رأيي، من الضروري جدا التمهيد «اجتماعيا» للتخصيص، ومن الضروري جدا إعداد الناس- وليس وسائل او قوى الانتاج فقط - لتقبله والمساهمة الحقيقية فيه. من دون هذا، اي اعداد الناس واحداث نقلة نوعية في «نوعية» المواطن الكويتي، فان الخصخصة ستبقى حبرا على ورق، وان تحققت او تحقق قسم منها فانه سيكون وبالضرورة الاجتماعية بمعزل عن مساهمات المواطن الكويتي او حتى مشاركته.
المواطن الكويتي عاش ولا يزال سنوات في المجتمع الريعي. حيث تقدم الدولة كل شيء، وتوفر له كل احتياجاته. وحيث يتولى الوافدون الدور الحقيقي في الانتاج والتصنيع وحتى التحويل. لقد تم تحويل الكويتيين جميعا، وبغض النظر عن انتماءاتهم او اصولهم، كما قد يسرب البعض، تم تحويلهم الى قوى خاملة ومتكسبة على الانفاق الحكومي، ويستوي في ذلك، وهنا الطامة الكبرى، التاجر مع الموظف، الغني والفقير. لا تجارنا تجارا يعملون ويفكرون ويستنبطون الربح الحلال، ولا موظفونا او عمالنا يكدحون لانتاج ما ينفعهم او ينفع غيرهم.
كيف سنقنع وزيرنا الذي قال انه يرفض ان يشتغل الكويتي «زبالا» بتخصيص البلدية؟ وكيف سنقنع عمالنا بان يشمروا عن سواعدهم ويعملوا والنائب مسلم البراك يرفض ان يعملوا «صبيانا» لدى التجار؟. احلى شيء ان احد الاخوة المحسوبين علينا ليبراليا كتب امس الاول ان التخصيص سيحول الكويتي الى «صباب شاي» عند التجار!