عنف طلاب المدارس

مدير الموقع **الأوسمة** :

عنف الطلاب

العنف صورة من صور العدوان، والسلوك العدواني هو احد الاضطرابات الاجتماعية المتفشية في المجتمعات المعاصرة، والعنف هو احد اشكال السلوك المستهجن المكتسب في معظمه من البيئة، كما ان التقليد هو حجر الزاوية في اكتسابه، ويمكننا في هذا السياق الحديث عن «العنف» من زاويتين هما: أ ــ صور اكتساب السلوك العدواني (العنف)، ب ــ آثار العنف في سلوك الاطفال. فيما يتعلق باكتساب السلوك العدواني، يمكننا الحديث عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي تتم في الاسرة والتي يسودها الاضطراب.
اما فيما يتعلق بآثار العنف في سلوك الطلاب، فيتمثل في ثلاث صور اساسية على النحو التالي: عندما يتخذ الآباء من العنف على سلوك الطلاب في التنشئة يكسبون ابناءهم انماطا سلوكية غير مرغوبة، حيث ينشأ الشاب سلبيا منطويا على نفسه، معتمدا على الآخرين، ضعيف الشخصية، فاقدا للثقة في نفسه وفي الآخرين، وربما ينشأ جبانا لا يعتمد عليه في شيء، عنيفا مع اصدقائه بتشجيع من الاسرة أو من دون تشجيع منهم، ينشأ في هذه الحالة مندفعا، وعدوانيا ولا يستطيع التفاهم مع الآخرين.
اما الصورة الثالثة فتظهر عندما يتعرض الشاب لسلوك عنيف من الزملاء والرفاق وليس الآباء، في هذه الحالة ينشأ الشاب سلبيا، خائفا، يتملكه احساس بالدونية والامتهان، ضعيف الشخصية، وربما يتعقد سلوكه وينزوي بعيدا عن العالم الخارجي، مما يدفعه الى عدم الاحتكاك بالآخرين وعدم التفاعل معهم، وينبغي ان نفرق في هذا المقال بين العنف والعقاب، فالعنف لا يحكمه منطق معين فيمن يمارسه وسبب ممارسته، أما العقاب فله منطق وسبب وفلسفة مستمدة من نظريات التعلم لا داعي للخوض فيها الآن، وربما يتساءل البعض كيف نتلافى العنف وآثاره المدمرة التي سقناها آنفا؟ والاجابة على هذا التساؤل تتمثل فيما يلي: 1 ــ عدم الشجار أمام الابناء لأي سبب من الأسباب، 2 ــ اتباع الاسلوب الديموقراطي في التنشئة، وتعويد الشاب على التفكير المنطقي السليم، 3 ــ الرقابة عن بعد لما يتعرض له الطفل من مواد إعلامية عبر شاشة التلفزيون، 4 ــ الرقابة عن بعد لما يختاره الابن من اصدقاء ومتابعة صورة التفاعل معهم، 5 ــ تدعيم الاعتماد على النفس والثقة فيها والتروي اثناء التعامل مع الآخرين، 6 ــ واخيرا محاولة اكساب ابنائنا بعض القيم الدينية والحياتية التي تحث على حسن التعامل والتسامح والحب والود والثقة بالنفس وبالآخرين، ولعلنا نستطيع استئصال شوكة العنف من جذورها كي ننشئ أجيالا صالحة نافعة لهم ولنا ولمجتمعاتهم ولمستقبلهم القريب والبعيد.

مجموعه الأدارة

شكرا

» المدارس المصرية من العلم إلى ساحات القتال