إسرائيل تطعن وجارتنا تطعن! |
كتب طلال عبدالكريم العرب : |
إنها حقيقة معاشة، فإسرائيل كانت واضحة في عدوانيتها عندما احتلت اراضي العرب وشردت اشقاءنا، وقصفت ودمرت، اما ايران فقد سلكت طريق الغدر، فطعنت جيرانها العرب الذين وثقوا بها من الخلف، فهي لم تكتف باحتلال اراضينا وجزرنا، ولن تكتفي، فقامت بتجنيد الموالين لها وزرع احزابها بيننا، مستغلة الطائفية البغيضة ضدنا.
فمن هو الاخطر على العرب، عدو معروف ومكشوف لهم، ام عدو متخف تحت رداء الدين، وادعاء الجهاد لتحرير فلسطين؟ لم ولن نبرئ الصهاينة من جرائمهم في حق العرب، ولن ندع احدا يشكك في مغزى كلامنا، فما نقوله واضح لا لبس فيه، فإسرائيل كانت ولا تزال عدوة العرب، الا انها لم تعد بالعدو رقم واحد. فخطورة ايران، غير المعلنة، على العرب تعدت الخطر الاسرائيلي بمراحل، هنا على الاقل من وجهة نظر عرب الخليج، ومن عقلاء العرب.
يجب وضع النقاط على الحروف، فإيران استغلت انشغال العرب بمأساة فلسطين، فتسللت من ابوابهم الخلفية، مزعزعة لاستقرارهم، كلما وجدت الى ذلك سبيلا. لقد اشغلت دول الخليج بها، وانشغل العالم بمفاعلاتها عن جرائم اسرائيل، وفوق كل هذا وذاك، فقد اضعفت الموقف العربي امام اسرائيل بإثارتها للفتن بينهم. تلك الحقائق لا يمكن اخفاؤها بمقالات عملائها، ولا بتبريرات النظام المنضوي تحت لوائها، ولا بادعاء ميليشياتها الجهاد من اجل فلسطين. وننبه من دفن رأسه في الوحل، ان ايران هي التي اوعزت وزينت لحماس بإنشائها لإمارتها المسخ.
ايران لم تكن ابدا عونا للعرب، ومسرحية حزب الله مع اسرائيل في ما سمي بحرب 2006، لم تكن سوى تمكين سلطوي لذلك الحزب على لبنان، والدلالة على ذلك تمرده المسلح على الحكومة اللبنانية في 7 أيار (مايو) الاسود من سنة 2008، باحتلاله لبيروت وبزحفه على طرابلس، وارتكابه لمجازر ضد اللبنانيين. لقد تم التسويق لذلك الحزب الايراني على انه الوحيد القادر على محاربة اسرائيل، بعد ان جردت القوى الوطنية من سلاحها، وحظر عليها دخول الجنوب، مع انها هي التي بدأت حروب التحرير.
إيران لم تكتف بحزبها في لبنان ولن تكتفي، فكان لها ما ارادت، ففتحت لها ابواب بغداد كما فتحت للمغول، ولم تكتف بذلك، فانتقلت الى الطرف الجنوبي للعرب، وحاولت ان تحاصرنا منه بواسطة خونتها الحوثيين، الا ان مساعيها فشلت، وستفشل بإذن الله.
نستصرخ اشقاءنا السوريين تحديدا، وننخي كل من سكن وعاش في بلادنا، بأن ينظروا الى الوضع العربي الصعب من منظور وطني قومي، وان يبتعدوا عن المصالح الشخصية والطائفية، فالحكم والجاه لن يدوما لكم الى الابد، فلو دامت لغيركم ما اتصلت إليكم، وهو قول مأثور نطق به احد حكامنا الحكماء. ونكرر ونحذر بأنكم لستم الا ادوات بيد ايران، فلا ترتكبوا ما ارتكبه ابن العلقمي. فإيران لن تكتفي بما فعلته بنا، فأهدافها واطماعها واضحة، ومن مصلحتها وضع يدها بيد كل من يريد الاضرار ببلادنا، واولهم عدو العرب الثاني.
العبرة لمن اعتبر، فلا يغترن احد بما وصل اليه من جاه قوة، فالشعوب لن ترحم من وضع يده بيد أعدائها، فخانوا عروبتهم وأوطانهم.