الفلفل الحار يساعد على خفض الوزن
في لخفض الوزن اجريت على الفلفل غير الحار والمحتوي على مادة (DCT)، قام باحثون من مركز التغذية البشرية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بتوثيق قدرته على زيادة إنتاج الحرارة لدى مشاركين يتبعون حمية لإنقاص الوزن.
أشرف على الدراسة أستاذ الطب والصحة العامة ديفد هيبر, واستقطب الباحثون 34 مشاركا رجالا ونساء, وكان لديهم الاستعداد للاكتفاء بوجبات سائلة منخفضة السعرات لمدة 28 يوما.
تم تقسيم المشاركين عشوائيا إلى مجموعة تلقت أقراص علاج (بلاسيبو)، وأخرى تلقت مكملات تحتوي على الفلفل غير الحار.
قدمت بيانات الباحثين أدلة مقنعة على زيادة مستوى حرق الطاقة بعد استهلاك الوجبة، لعدة ساعات على الأقل، لدى المجموعة التي تناولت أكبر قدر من الفلفل غير الحار. وكان ضعف مستواه لدى مجموعة البلاسيبو.
يشير ذلك إلى أن تناول هذه المادة المشتـقة من الفلفل غير الحار لها نفس الفوائد المحتملة لدى الفلفل الحار.
وأظهر الباحثون أن هذه المادة تزيد أكسدة الدهون بشكل كبير، مما يدفع بالجسم لاستخدام مزيد من الدهون كوقود، ويساعد الناس في فقدان الوزن.
وقليلا ما ينتبه هواة الأطعمة الحارة الغنية بقرون الفلفل أو بهارات الشطة التي تلهب الفم واللسان إلى شعورهم بقدر غير معتاد من السخونة يعتري أجسامهم، وربما بقطرات من العرق تتدحرج على الجبين.
الحقيقة أن الفلفل الحار يحتوي على مادة (capsaicin)، وهذه تسخن الجسم وتحرق السعرالدهون.
وتعتمد المطابخ في أنحاء العالم على قرون الفلفل لإضافة المذاق اللاذع والحيوية لكثير من الأطعمة ، وكثيرا ما يختار هواة الفلفل وجباتهم الحارة لإطلاق سخونتها بشكل مقصود.
لكن العلماء وجدوا قدرة الفلفل على توليد حرارة الجسم التى تساعد في خفض مستويات البدانة والزيادة في محيط الخصر عموما.
إنتاج الحرارة
وهناك نباتات تنتج نسخة غير حارة من (capsaicin) تسمى (capsaicin) المائية الثنائية (DCT)، ولها فوائد الفلفل دون طعم حار. وذلك لحسن حظ الذين لا يتحملون الطعم الحار للفلفل.
والمادة غير الحارة dihydrocapsiate أو (DCT) موجودة أيضا في قرون الفلفل الأحمر الحلو ، لكن حرقة الأولى (DCT) هي أقل بألف مرة من حرقة الثانية.
الفلفل الحار يساعد في فهم أسباب الأمراض المعوية
وقد أكد أطباء مختصون في بريطانيا أن الدراسات الجارية على ردود فعل الجسم وتفاعلاته لدى تناول الفلفل الحار قد تساعد في فهم الألم والحساسية المصاحبة للأمراض المعوية.
وقال العلماء إن التفاعل الحار المصاحب للفلفل نشعر به بعد أن تثار جزيئيات معينة أو مستقبلات خاصة توجد على الألياف العصبية الحسية في الفم والتي عادة ما تتحفز عند تعرضها للحرارة أو للمكونات الحارقة الموجودة في الفلفل.
وأوضح الأطباء في مستشفى هامر سميث والكلية الطبية الملكية في لندن أن الجزيء الحساس للحرارة الذي يعرف بـ (VR1) يرتبط أيضا بحالات الأمعاء الالتهابية التي تشمل التهاب غشاء القولون المخاطي التقرحي ومرض كراون.
ومن شأن هذا الاكتشاف أن يساهم في معالجة الألم المزمن المصاحب لاضطرابات الأمعاء، إذ اكتشف العلماء وجود زيادة مثيرة في عدد المستقبلات الحارة في أمعاء المرضى المصابين بأمراض الأمعاء الالتهابية التي تصيب واحدا من كل ألفي شخص في بريطانيا.
ويرى الباحثون أن تطوير دواء يعيق عمل مستقبلات VR1 التي تزيد حساسية الأمعاء وتسبب الألم وغيره من الأعراض, سيساعد في احتواء الألم في الكثير من هذه الأمراض وحتى في حالات السرطان.
الفلفل الهندي الحار قنبلة يدوية
في سوق مغطى بمدينة إمبهال في الشمال الشرقي للهند يمتلئ الجو بالروائح النفاذة للمنتجات الطازجة ويقف شاب وفي يديه ما يبدو وكأنه عنقود من زهور التوت الأحمر المجفف.
لكن المفاجأة أن هذه الزهور ما هي إلا نوع من الفلفل الأحمر الصغير المجفف الذي يمكن شم رائحته من مسافة بعيدة ويتداوله سكان هذه المنطقة منذ أجيال لما فيه من نكهة يعتزون بها. وهذا النوع من الفلفل يقدره السكان لمذاقه وخواصه الطبية المفترضة.
ويذكر أنه في العام 2007 كان هناك احتفال كبير في هذه الأنحاء لدخول هذا النبات موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية التي أعلنت أنه أشد أنواع الفلفل حرارة في العالم.
لكن ربما لن يتوقف الأمر عند هذه الشهرة التي سجلها هذا الفلفل. فقد قال علماء لدى الجيش الهندي إنهم اختبروا مؤخرا بنجاح قنبلة يدوية مصنوعة من هذا الفلفل الذي يطلقون عليه اسم "أوموروك". ويعتقدون أن هذا السلاح غير القاتل يمكن أن تستخدمه الشرطة أو القوات غير النظامية كشكل من أشكال مكافحة التجمهر أو يمكن استخدامه لابتكار أداة حماية للنساء.
ويعتقد آر بي سريفاستافا مدير هيئة أبحاث التطوير وأبحاث الدفاع في تيزبور شمالي أسام، أن هذا الفلفل أكثر فعالية من الغاز المدمع وليس له أعراض جانبية على عكس هذا الغاز.
وأضاف أن النساء في بعض المناطق النائية يستخدمن المسحوق منه وسيلة حماية ممن يحاول الاعتداء عليهن ويضعنه باستمرار في حقائبهن.
وقال سريفاستافا -الذي أكد اكتمال تجارب القنابل اليدوية وأنها بانتظار موافقة القوات المسلحة- إن الفلفل يستخدمه الناس أيضا في مكافحة الحياة البرية برشه على امتداد الحبال والأسوار حيث يعمل كطارد ممتاز للفيلة المتوحشة.
يشار إلى أن لهذا الفلفل الحار فوائد طبية حيث إنه يعزز ما يعرف بالأيض (مجموع العمليات المتصلة ببناء البروتوبلازما).
الفلفل الحار يقتل خلايا سرطان البروستات
قال باحثون أميركيون ويابانيون إن المادة التي تعطي الفلفل طعمه الحار قد تجعل خلايا سرطان البروستات تقتل نفسها.
وتدفع مادة تسمى كابسيسين إلى الانتحار 80% من خلايا سرطان البروستات البشرية أثناء نموها في فئران بعملية تعرف باسم تلاشي الخلية، حسب هؤلاء الباحثين.
وتقول دورية أبحاث السرطان نقلا عن هؤلاء الباحثين إن حجم أورام سرطان البروستات لدى الفئران التي غذيت بمادة كابسيسين، كان حوالي 20% من حجم الأورام في الفئران التي لم تتلق علاجا.
وقال سورين ليهمان من مركز سيدارز سايناي الطبي وكلية طب لوس أنجلوس بجامعة كاليفورنيا إن لكابسيسين أثرا هائلا مضادا للتكاثر على خلايا سرطان البروستات البشرية التي زرعت في الفئران, كما أنها أبطأت بشكل هائل تطور أورام البروستات التي كونتها تلك الخلايا البشرية التي نمت في الفئران.
ورغم أنه من الأيسر كثيرا علاج السرطان في فأر نقلت له خلايا بشرية عن علاج الإنسان نفسه من المرض، فإن نتائج الدراسة تقترح علاجا مستقبليا محتملا كما أنها تقدم على الأرجح مبررا جيدا للرجال الذين يحبون الأطعمة الحارة ليأكلوا المزيد منها.
وتسهم كابسيسين في تثبيط نشاط آلية جزيئية تساعد على تلاشي العديد من أنواع الخلايا.
وسرطان البروستات هو أكثر الأورام الخبيثة شيوعا بين الرجال بالولايات المتحدة، وتشخص 232 ألف حالة إصابة في الرجال سنويا يتوفى منهم 30 ألفا كل عام. ويقتل سرطان البروستات 221 ألف رجل بأنحاء العالم سنويا.
مركب من الفلفل يخفف آلام العمليات الجراحية
توصل باحثون دانماركيون إلى أن المركب الذي يجعل الفلفل لاذعا، يمكن أن يخفف من الآلام التي تتبع جراحة أعلى الفخذ.
وحسب الباحثين فإن مركب الكبساسين الشفاف اللاذع المستمد من الفلفل يخفف الألم لمدة ثلاثة أيام على الأقل، بعد جراحة فتق اربي بدون التسبب في حدوث أي أعراض جانبية مهمة.
واختبر فريق البحث من مركز جوليانا ماري الذي ترأسه الدكتور إسكس إسفانغ 14 رجلا أجريت لهم عمليات فتق، وحقن نصف هؤلاء بهذا المركب الذي لا يوجد له رائحة أو طعم، وأعطي البقية دواء وهميا، فيما أعطى لكل الرجال مسكنات الألم إيبوبروفين وإسيتامينوفين، كما قال الباحثون في اجتماع الجمعية الأميركية للمتخصصين في المسكنات في سان فرانسيسكو.
وأعلن الرجال الذين حقنوا بمركب الكبساسين أنهم شعروا بألم أقل بكثير خلال الأيام الثلاثة بعد الجراحة، مقارنة بهؤلاء الذي أعطوا دواء وهميا وتلاشت هذه الفوارق بعد ثلاثة أيام. وقال إيسفانغ إنه يجب التحري عن إمكانية بقاء مفعول المركب فترة أطول، ويحتمل لأسابيع لتخفيف الألم بفعل إعطاء جرعة واحدة من مركب الكبساسين عالية النقاء لدى المرضى المصابين بآلام حادة بعد العمليات الجراحية.
د .مازن النجار ..موسوعة الغذاء