الخيانة الزوجية

الخيانة الزوجية.. والنيابية!

كتب فيصل عبدالرحمن البيدان :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جاء رجل مُسن الى شاب قبل زفافه بيوم قائلاً له: انني اعرفك جيداً، فأنت مثل والدك كالنحلة يعشق التنقل من وردة الى أخرى، لذلك أود ان أزودك بنصيحة: إذا وقع الشك لدى زوجتك بأنك تخونها او حتى أمسكتك بالجرم المشهود، فإياك ثم اياك ان تعترف بخطئك او ان تعتذر لها، لأن هذا الامر سيكسرك أمامها! لذلك أنكر ما حدث وانقلب عليها، وادعي انها تبحث عن المشاكل، واترك المنزل وأنت «زعلان» منها، فاذا كانت زوجتك «شاريتك» وتريد استكمال حياتها الزوجية، فانها ستتغاضى عن اخطائك ومن الممكن ان تقوم بالاعتذار منك ومصالحتك، اما اذا كانت «بايعتك» ولا ترغب في الاستمرار معك وتبحث عن عذر للانفصال عنك، فالافضل ان تطلقها عوضاً عن العيش معها في مشاكل دائمة.
وهذا هو وضع النواب ذوي الشعبية الهلامية، الذين وصلوا الى صفة القدسية لدى المغيبين، فأي نائب يختلف معهم في الرأي او الموقف فانهم يهاجمونه ويقلبون الطاولة عليه ويصفونه بــ «الحكومي / الانبطاحي / البصام / بائع الوطن»، لكن اذا غير موقفه وأصبح بصفهم يصفونه بــ «البطل / الأسد / حامي المال العام»، مع انهم قبل فترة وجيزة كانوا يصفونه بــ «الانبطاحي»!
واذا كشفت عن تربح أحدهم من عضوية المجلس (مناقصات / عقود بالباطن / معاملات دسمة / هبات عينية)، فان مزاجه يتعكر ويتهرب من الرد -كالعادة- ويصفك الاعلام الفاسد، ويدعي انه قد جمع هذه الملايين من راتب المجلس! وان جميع المناصب والمميزات التي استحوذ عليها المقربون منه وابناء عمومته وطاقم سكرتاريته، ما هي الا حق مكتسب لهم! لكن «الشمس ما يغطيها منخل».
واذا كشفت عن واحد منهم قد باع الوطن في احد القوانين او الاستجوابات، فستجد اتباعه المغيبين يتشدقون بــ جملة «الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية»، لكن اذا فعلها نائب غيره لوصفوه بـ الانبطاحي!
للأسف، ان بعض ابناء الشعب اصبح مثل الزوجة التي تخشى مواجهة الخطأ، فالزوجة خائفة من شبح الطلاق! أما المغيبون فمتشبثون بوعود وافلام هؤلاء النواب، لانهم خائفون ان تركوهم فلن تكون لديهم معارضة يتفاخرون بانتمائهم اليها!