حقوق الرجل يتعدى مداها واجبات المرأة
تأليف يوســف أبـوراص ( YMA )
وثيقة حقوق الرجل
إن العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة تصل في أعلى مرتبة شرفية لها ، وأقدس ارتباط يجمعهما على مصير واحد هو رباط الزوجية ، فهذه العلاقة هي علاقة تقدسها كافة الاديان والمواثيق ، فهي ليست مجرد عقود ووثائق وتشريعات وضعية ، بل هي أعمق واكبر واشرف واقدس من ذلك بكثير ، إنها الاسرة إنها المصير إنها دمج النفسين في نفس واحدة .
لقد ساوت كافة المواثيق التي تهتم بحقوق الانسان بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجباب لكون الرجل إنسان والمرأة انسان كذلك ، فكما رتبت تلك المواثيق والتشريعات الدولية بعض الواجباب على الرجل وكذلك على المرأة فإنها قد منحتهم بعض الحقوق بما يحفض الاسرة ويكونها التكوين الصحيح الذي يضمن تكون مجتمعات قوية ومتماسكة ، وخالية من كل ما من شأنه ان يدفع بها نحو الانهيار .
ومن الناحية الخلقية فالرجل لم يخلق من حديد او من مادة خلقية تختلف عن المرأة ، فهو مثلها تماماً ، ويشار اليهم الاثنين معاً في كتاب الله بالانسان ، وبالتالي فإن واجباته لا تتعدى بكثير واجبات المرأة في مضمونها وانما قد تختلف عنها في الشكل ، فالفرح والحزن والغضب هو واحد لديهم الاثنين ، ولكن طبيعة تكوين الرجل تختلف عن طبيعة تكوين المرأة فشكل الواجبات سيكون طبيعياً مختلف بإختلاف طبيعة التكوين الخلقي .
لقد تناولت الشريعة الاسلامية السمحه هذا الموضوع وحددت بالتفصيل حقوق وواجبات كلاً من الجنسين ، كما رسمت شكل العلاقة المقدسة التي تربطهما وهو الزواج ، وحددت أيضاً الملامح الاساسية للتعامل بينهما قبل الزواج ،ووضعت الحدود اللازمة لتنظيم البيئة التي يعيشون فيها ، كما حددت العقوبات التي تفرض على المخالف منهما .
وبالرغم من مناداتنا بأن للرجل حقوق في هذه العلاقة ، إلا أن ذلك لا يعني بأنه ليست للمرأة مثلها ، او ان حقوق الرجل يجب ان تتم على حساب مصادرة حقوق المرأة ، او ان حقوقهما متعارضتين لا يمكن توفيرها للأثنين معاً ، فهذا امر غير صحيح فحقوقهما الاثنين في بعض الاحيان مكملتين لبعضهما البعض ، بل وان تحقيق أحداها هو في حذ ذاته تحقيق لحقوق الاخر ،
إن الحياة لم تخلق عبثاً او هي مجرد لعبة ، بل هي تقدير العزيز الحكيم وكل شيء خلقه بمقدار سبحانه وتعالى ، لم يخلق رجل وامرأة لتتضارب مصالحهم وتتعارض حقوقهم فواجبات طرف هي حقوق الطرف الاخر ولن تستمر الحياة او تستقر إلا بالتمتع بكافة الحقوق والقيام بكافة الواجبات لكل الطرفين ، وهذه هي الحكمة من التوازن الطبيعي للخلق.
إن الله عز وجل لم يخلق الانسان ليقوى على الحياة بشكل مهين ومذل تحت العبودية والاضطهاد والاستعباد ، فلقد خلق الانسان حراً يعشق الحرية بكافة معانيها ، وخص كل فرد بنوع من الحرية الشخصية بعيداً عن التوجيه والاجبار والتقييد ،
إن العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة تصل في أعلى مرتبة شرفية لها ، وأقدس ارتباط يجمعهما على مصير واحد هو رباط الزوجية ، فهذه العلاقة هي علاقة تقدسها كافة الاديان والمواثيق ، فهي ليست مجرد عقود ووثائق وتشريعات وضعية ، بل هي أعمق واكبر واشرف واقدس من ذلك بكثير ، إنها الاسرة إنها المصير إنها دمج النفسين في نفس واحدة .
إن العلاقة التي تربط الرجل والمرأة داخل الاسرة لا يجب ان تستند في قوتها على سياسة فرض الامر الواقع ، ككثرة الابناء أو الارتباط الاجتماعي ، او اعتبارات أخرى لا علاقة لها بأساس تكوين الاسرة وطبيعتها الفلسفية واسسها الطاهرة النقية ، مع الاخد في الاعتبار حقوق وواجبات كل طرف .
إن الرجل يعاني ربما في وطننا العربي من أزمة حقوق ، وعند الحديث عن حقوق الرجل ، معنى ذلك ان المرأة ليست ببعيدة عن هذا الاتهام ، ولابد الحديث هنا عن حقوق الرجل اتناء معاملته مع المرأة ، وهنا تطرح العديد من الاسئلة منها : ـ
ـــ ماهي الحقوق التي يطالب بها الرجال ويرونها مهضومة ؟
ــ ما الذي تستطيع ان تقدمه المرأة من حقوق للرجل دون المساس بحقوقها ؟
ــ هل هناك تضارب بين حقوق الرجل وحقوق المرأة ؟