أين حرية الرأي؟

أين حرية الرأي؟




لطالما شعرنا أن حرية التعبير عن الرأي مقدسة في الكويت تحت ظل نظامنا الديموقراطي، ولطالما أحسسنا بالفخر لكوننا نتمتع بمساحة من الحرية والأمان جعلت الكويت قبلة الكتّاب والمفكرين من جميع انحاء الوطن العربي. ولطالما أحسسنا أن بلادنا، أو بالأصح النظام السياسي في بلادنا، يشجع المواطن على التعبير عن رأيه من دون أن يخشى على حياته وحياة أفراد عائلته، وبالتأكيد من دون ان يتعرض لهجوم عليه من أفراد أو فئات مختلفة في المجتمع لمجرد أنهم لا يتفقون مع وجهة نظره.
ماذا حدث لنا إذاً؟ لماذا أصبحت الحكومة تضيق بالكتاب والمفكرين وتمنعهم من زيارة الكويت؟ هل يعود ذلك الى رغبة الحكومة في حماية المواطن أم هو الخوف على المواطن من التأثر بفكر الكاتب المحظور؟ وأخطر من ذلك كله، لماذا أصبحنا كمواطنين نخشى الرأي الآخر ونكفره؟ أين حرية الرأي التي كفلها الدستور لكل مواطن؟ اين روح التسامح التي جبلنا عليها والتي جعلت مئات بل آلافا من البشر يقصدون بلادنا ويعيشون بها آمنين هانئين من دون أدنى خوف من ظلم يقع عليهم؟ هل أصبحنا الآن في الكويت نكمم الأفواه لمجرد الاختلاف في الرأي؟ ولماذا أصبحت قلة من الناس تتحكم فينا وتمنحنا صكوك الغفران كيفما شاءت؟
لقد تكررت في الآونة الأخيرة أوامر المنع والتكفير لعدد من الكتاب، وكانت آخر الضحايا الأخت والزميلة الأستاذة الجامعية الدكتورة ابتهال الخطيب التي تعرضت لهجوم من بعض الأفراد الذين لم يعجبهم ما ورد على لسانها في مقابلة تلفزيونية. لقد ساءهم انها مارست حقها في حرية التعبير عن رأيها بكل ثقة وبكل صراحة. وقد تابعت المقابلة مثل غيري واستمتعت بطرح الدكتورة وأسلوبها الهادئ الرزين، ولم أجد ما يستحق كل هذا الهجوم عليها، فقد سمعنا هذا الطرح مرارا في السابق في أماكن مغلقة، والدكتورة ابتهال تملك الشجاعة الكافية لأن تعلن رأيها بكل صراحة. وسواء اتفقنا معها ام لم نتفق، يجب علينا ان نحترم رأيها الشخصي ونحترم حقها في الدفاع عن هذا الرأي. وأنا شخصيا أحيّي الدكتورة ابتهال على هذه الشجاعة في الموقف والشفافية في الطرح. فهي إنسانة واضحة صاحبة مبدأ ثابت وغير متلونة، ومثل هذه الصفات يصعب وجودها لدى الكثير من منتقديها.