لماذا يتعالى بعض المسؤولين في جامعاتنا على جمهور المراجعين؟
المثل يقول "يا ليتنا من حجنا سالمين".. هذا هو لسان حال بعض منسوبات كليات البنات للأقسام الأدبية والعلمية بعد ضم تلك الكليات للجامعات في المناطق الجنوبية.
وكنت أعتقد أن تلك المقولة من باب ذر الملح في عيون الحساد ؛ لأننا كنا نعتقد أن هذه الكليات وبعد أن أصبحت تشكل جزءًا مهمًا من تلك الجامعات سيتغير حالها إلى الأحسن، لكن الجمل لم يلد سوى اسماً ازدادت معه بعض الأمور سوءًا، والكل يتحسر على الأيام الخوالي والعصر الذهبي الذي مضى لتلك الكليات ومسؤوليها وإداراتها وعميداتها، على الأقل كانت أبواب المسؤولين في إدارات الكليات آنذاك مفتوحة للجميع وكان كل مسؤول يجتهد في عمله ويطور من أدائه بصفة مستمرة ، ولذلك فإن الأخطاء كانت قليلة، وإن وجدت فبسبب ضخامة الأعمال المناطة بهم ونتيجة لها.
أما الآن فإن البعض عزل نفسه في صومعة من باب الإيحاء بأن تحت العباءة شيخ، أو حتى شيخة، ولذلك فإن أبواب المكاتب مغلقة بل إن أحد وكلاء إحدى الجامعات ممن تنطبق عليهم هذه الصفات سأله أحد المراجعين وهو لا يعرفه شخصياً وقال له هل سعادة الوكيل موجود؟ فأجابه ساخراً بأنه في اجتماع.
إننا نتحسر على الماضي حينما كانت على الأقل قلوب المسؤولين آنذاك مفتوحة قبل أبواب مكاتبهم، وكانوا منفتحين ويثقون في أنفسهم، والعميدات كن يؤدين دورهن بكل كفاءة واقتدار ويتلقين المكالمات والفاكسات ويبادرن في حل أي مشاكل دون أن يأخذهن أي شك في أنفسهن وتلك هي الأيام الذهبية لهذه الكليات. أما الآن فإن الأحوال تغيرت، والذي استجد أن هناك مصالح متبادلة ومراكز نفوذ والكل يبحث عن مصلحته ومصالح الأهل والأقارب والجمـاعة، وعلى الآخـرين انتظـار انتهـاء بعض الوكـلاء والعميدات من الاجتماعات والتي ربما لا تنتهي إلا بعد انتهاء الفترة النظامية لمكوثهم على تلك الكراسي، ويعود من حيث أتى غير مأسوف عليه أو عليها.
وسؤالي إلى أصحاب المعالي مديري الجامعات المعنية لماذا يتم حرمان الفنيات ومحضرات المختبرات من الإجازات الدراسية للطالبات أسوة بعضوات التدريس؟ أعتقد أن من حقهن أن يلتقطن أنفاسهن ويستعدن حيويتهن ونشاطهن ويتهيأن للفصل الدراسي الجديد بكل همة، وخصوصاً أن هذا الحرمان تم بعد انضمام الكليات للمرجعيات الجديدة.
بقي أن أقول إن اختيار الوكلاء والعمداء والعميدات مهمة شاقة جداً وتحتاج إلى المزيد من التدقيق؛ إذ ربما يكون الثوب واسعاً، ثم تبدأ الخطوات تتخبط إلى أن تتوه.
والسؤال الكبير والعريض إلى معالي مدير إحدى تلك الجامعات بما أن مصروفات صندوق الطلبة لم يتجاوز مليوني ريال، من أصل كامل إيرادات الصندوق للعام الماضي والتي تجاوزت مئة وعشرين مليون ريال فلماذا حدث في جامعتك فصل تعسفي لبعض السعوديات من المؤهلات تأهيلاً جامعياً؟ أليس من المفروض أن يتم إطعام المسكين من لحم ثوره والذي حجمه ربما يكفي لإطعام الآلاف من العاطلين والعاطلات؟
الكاتب..عبد الوهاب محمد آل مجثل