انعكاس العمل الاعلامي على ثقافة و اخلاق المجتمع
و الازياء في بلادنا هل خير مثال للتوجيه الاعلامي المؤثر في حياتنا ، فكل يوم هناك تقليعة جديدة و كل يوم هناك ثياب اقصر و اضيق و أكثر عريا و تجد الفتيات مهتمين للغاية بمتابعة مثل هذا الطفرات التي تحدثها وسائل الاعلام في الموضة و الازياء و تجند العديد من الممثلات و المغنيات في سبيل تحقيق هذه الغاية.
و كذلك الشباب فهم يهتمون كثيرا بما يرتديه الممثلين و المطربين من ملابس قد يكون غريبا اذا شاهدته لاول مرة على الشاشة لكنك سرعان ما تألفه عندما تجده في معظم محلات الملابس و تجد الكثيرين يرتدونه .
فاذا لم تلتفت عينيك لكل هذا ، فقد تسمع بأذنيك ما هو اكثر غرابة ، فان من اكثر ما يمكن ان تسمعه اليوم على السنة الشباب هي المصطلحات و اللزمات التي يسمعونها في افلامهم المفضلة على شاشات التلفاز و بالطبع فان بعضها قد يكون غير لائق اخلاقيا ً، و تجد انتشاره بين الشباب بطريقة غريبة ، و ما قد يستفزك فعلا ان خفة الظل في عصرنا هذا و بين شبابنا اصبحت سمة من يحفظ اكبر كم من هذه المصطلحات و اللزمات و يرددها بنفس اسلوب الممثل و اصبح الذي يجهل مثل هذه المصطلحات او يرددها بطريقة مغايرة هو ثقيل الظل او الذي آتى من العصر الحجري و لا شك ان هذا معيار اجتماعي غريب يعكس مدى تأثير العمل الاعلامي على عقول الشباب و على اسلوبهم في الحياة .
ناهيك عن ما قد تشنه مثل هذه الوسائل الاعلامية من حملات لنشر افكار عولمية غريبة عن مجتماعاتنا و تعادي
قيمنا و مبادئنا التي ترسخها الاديان في وجداننا .
كل هذا يمكن أن تشاهده او تسمعه على الشاشات العربية و انا لا اجد من عروبتها الا آثار تكاد ان تمحى فما بالك بالشاشات الاجنبية التي اصبح من السهل ان تصل اليك في بيتك اينما كنت ، و باقل تكلفة ممكنة لتحقق اوسع انتشار ، و لا اريد ان اخوض في حوار لا ينتهي عن مدى انحدار مستوى الاخلاق و القيم في مثل ما يعرض على هذه الشاشات و مدى تأثيره في منظومة الاخلاق و الثقافة العامة في مجتمع تتوغل فيه وسائل الاعلام لتصل الي كل بيت و قد تلاحقق حتى و انت في السيارة او في اي وسيلة للمواصلات .